حب بلا حدود

خدم يسوع حبيبه بكل طاقاته...أحب الأنجيل والتهب بعشقه...جاهد كي يتذوقه الجميع ليجدوا اللؤلؤة كثيرة الثمن وقد صورها على قلبه ليعيش بها ومعها وفيها...بدأ يكتب وينشر ثم يعيد كتابة ما كتب وينشر...كتب للكبار...والشباب...والأطفال...
وفى كل مرة يجدد...ويبتكر...ويٌشرِك الجميع معه فى العمل...فى داخل مصر وخارجها...
فى يوم تلقى رسالة تقول...
"كنت اصلى يا ابانا أن يعيدك الله لشعبك الذى أحبك...وأعترف معك
من ينابيع المحبة الالهية...ولكنى اليوم نادم لرجوعك وأرجو الله أن يعود بك إلى حيث كنت وبلا رجعة"
إمضاء
.................
طوى "أبونا" الخطاب متعمدا ألا يقرأ إسم المرسل حتى لا تترسب فى نفسه أية مشاعر سلبية نحوه...
ومضت الأيام...وحب "أبونا" لإبنه يزداد عطاءاً...وحياة الابن الرافض لأبوة أبيه الروحى تزداد تعقيدا...نٌقل الابن لمأمورية خارج مدينته حيث الأسرة والأهل وبدأت العراقيل تعلو وتعترض حياته...
وتحول دون العودة إلى مدينته وأهله حيث حياته كلها...أحس بالغربة...هنا أدرك الابن أن جحوده هو سبب مأساته...فرجع لأبيه الروحى الذى استقبله كعادته بالحب والترحاب...تعثرت الكلمات فى فمه ....
وتساءل فى مرارة لماذا يتصنع "أبونا" جهله بمضمون رسالته....
ثم استجمع شجاعته وقال معتذراً "لأبونا" :
"لقد اُغلِقت فى وجهى أبواب المدينة التى طلبت من الله ان يبعدك عنها بلا رجعة...فأبعدنى أنا منها...."
فما كان من "أبونا" إلا أن احتضنه وقبله قائلاً:
"يا ابنى انها المرة الأولى التى اتعرف صاحب هذه الرسالة... لقد قررت ألا أقرأ اسم كاتبها حتى لا أتعثر بضيقى منه..."
بكى الأبن نادماً... ان قراءة اكثر الكتب عمقاً وروحانية...لم تجعله يدرك محبة الله نحوه كما تذوقها فى تصرف "أبونا" نحوه...


الرب يسوع يحبك شخصياً...وفى حبه لا يذكر خطاياك-يريدك فقط أن ترى أحضانه الأبوية مفتوحة أمامك لتنقلك إلى حيث الأذرع الأبدية... إلى حضن الآب.

يارب تكون القصة عجبتكم,
القصة مأخوذة من كتاب الأسرة و الحب ( الجزء الثالث) بقلم عايدة حنا بسطا.